هو لبنان..
أفدي وجهك يا ذات النهار
وإن كان للثورة عنوان
فهم حماة الديار
هم كل عناوين السماء
ولغة الأرض
حين تورق من روح
الشهادة
وأنا المسلوبة العشق
في هواه
وما بين الجوع والموت
أهوى بك حتى عذابي
علمني أيها الواقف
خلف حدود النار
تحمي عرضي
وتذود عن أوطاني
كيف يكون الموت حلوا
رغم قسوة السوط
ورهبة الجلاد
أن أعيش بزمنك
وإن سألوك عني
من أكون
قل أنني قطعة من روح لبنان
ورقة سقطت ذات ربيع
فأزهرت تبغ وياسمين
وحين يأتي المساء
أخبريهم عني يا سنابل
أنك رأيت موكب الفرسان قادم
ومن جنون الموت والغدر الأثيم
رأيت من بعيد
وعد بالنصر من رب السماء
فهناك ينتفض
حماة الديار
وإن أضعت يوما عنواني
هناك خلف الحقول انثريني
خمرا على جسد الربيع
وإن سألك عني زماني
قولي ذهب
ليروي عطشه
من ظمأ التراب
فتلونت كل الحقول
من عبق زمانه
واسألي عنه
كل عناوين الصباح
وظلال الياسمين
في موعد الأسحار
هو التاريخ أبى
إلا أن يصنع من بعده
ولأن جرحه صار خندق
غني له على صوت الرباب
أجمل تحية لرفاقه
من بعده
ولجراحه لحن الوفاء
هناك يرسم حدود بلادي
فتولد الحرية
على صوت أغنية عذراء
من مطر
وبنديقة لم تسقط
رغم تخاذل
خوان الزمان
ومن جوع السلام
والموت اللذيذ
قبل أن تولد الأحلام
أشد على قبضة يديك
أن تضرب فلول الإرهاب
إضرب يا من بك
يخضر الزمان
اضرب فأنت جندي
تقاوم الجلاد
اضرب فصباحك كفاحي
وأرزك أنشودة الفرسان
إضرب
فكيف تكون جندي
إن لم تصوب
إن لم تسابق اﻹعصار
إضرب فما همك جحافلهم
إضرب
فحين أصبحت جندي
بيديك وقعت وثيقة الإعصار
إضرب وأثأر لموتانا
وهامة اﻷنذال كسر
ومتخلفي العصر دمر
اضرب أنت لها
والعيش دون حصنك
مكان دون عنوان
إضرب لنموت
أو نحيا أجلاء
إضرب
قبل أن تعيش خارج الزمن
وقبل أن تنسى الماضي
وأنك مهد الحضارة والحروف
إضرب فالحب
في زمن اﻹغريق لبناني
وطائر الفينيق
يحلق من وحي قبضتك
اضرب عشتار تنتظر
موكب الفرسان
كي تدفن الأسطورة
على حدود الزمان
اضرب
فوطني اليوم يستصرخ فيك
أن تثور ..
أن تهب
أن تموت
إضرب
نكون أو ﻻ نكون
إضرب وعلمهم
أن القبضة في الكف
تهب كالبركان
وقبضتك هي من تصنع نصري
إضرب
فأنت وحدك من تحفر عنواني
بقلم الشاعرة زيزي ضاهر
No comments:
Post a Comment